الثلاثاء، 1 فبراير 2011

في سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت

في سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت. كلمات رائعة طلال مداح لعلها تكون أفضل وصف لحال الرئيس التونسي زين العابدين و هو يغادر بلاده شريدا صائعا هائما على وجهه في ليل أظلم. يا ترى ما الذي دار في خلده و هو يستقل الطائرة مطرودا في رحلة طويلة و حيدة موحشة.
مؤامرة! يا ترى كيف تمكن كل هؤلاء الرعاع من التنسيق و الاجتماع و التخطيط ثم التنفيذ، مع أنني كنت أحكم بيد من فولاذ. لا يستطيع مواطن تونسي أن ينطق "زين" إلا اعتقلته و أفراد أسرته و جيرانه و كل من عبر بجواره. كيف إذا حدث كل هذا؟ لعله كان ينظر شزرا لزوجته ليلى الطرابلسي. أنت السبب يا وجه النحس، أنت و عائلتك المصونة، نهبتم البلد و أنا أتفرج عليكم. صحيح أنني نهبت أيضا، لكني رئيس دولة عربية، فإذا كان رؤساء البلديات لصوصا فحري برأس الدولة أن يكون شيخ اللصوص.

أين أذهب الآن. فرنسا! أكيد.فالرؤساء الفرنسيين كلهم أصدقائي كما أنني حاولت جعل المجتمع نسخة من المجتمع الفرنسي و لي في فرنسا أملاك و أطيان. عفوا سيدي الرئيس الطريق إلى فرنسا مقطوع، هكذا قال أحد مساعدي الرئيس، ساركوزي أعلن رفضه استقبال فخامتك، كما أنه أمر المتواجدين من عائلتك على أرضه أن يغادروها على وجه السرعة. لماذا؟ ماذا فعلت أنا؟ أو لم أكن صديقه المقرب؟ صحيح هؤلاء الأوربييون لا أمان لهم. يقولون فخامة الرئيس في فرنسا أنهم لا يريدون أي إحراجات مع الجالية التونسية لديهم. تبا لهؤلاء الرعاع، ألا يتركونني في حالي؟ ألم أترك لهم البلد كلها، عساها أن تولع بهم؟ فلتذهب فرنسا إلى الجحيم. اطلبلي بيرلسكوني حالا. آسف سيدي، هاتف بيرلسكوني خارج التغطية، كما أنه بعث برسالة نصية قائلا أنه الآن يحتفل بعيد ميلاده و ليس لديه الوقت ليضيعه في استقبالك، كما أنه يخشى أن تقيم في إيطاليا بصورة غير شرعية حيث أنك لا تملك تأشيرة دخول و إيطاليا في غنى عن زيادة أعداد المهاجرين اللذين ساهمت سياستك في هجرتهم الجماعية لإيطاليا.

و العمل؟ تبا لهؤلاء الأوروبيين، ليس لهم صاحب و لا ملة. سأتصل بأصدقائي الرؤساء العرب. آه من عساني أن أطلب؟ أطلبلي حسني فهو الوحيد الذي بيننا عيش و ملح منذ قديم الزمان، أما الآخرين فهم أطفال و لا أعرفهم حق المعرفة. تفضل فخامتك، الرئيس حسني مبارك على الخط. "حسني أنجدني، أنا واقع في عرضك كما تقولون في مصر" أنجدني استقبلني عندك. الناس أكلت وجهي و لعل هؤلاء الرعاع الآن يتندرون على حالي و يطلقون نكاتهم و يصوبون سهامهم في صدري. "هو أنا ناقصك يا عم انت، أنا لايص مع المسيحيين و الصعايدة، و لو استقبلتك لن يرحمني أحد فالشعب المصري عايز جنازة و يشبع فيها لطم و مش بعيد تلاقيني جنبك أدورلي على بلد يستقبلني أنا كمان" و لكن يا فخامة الرئيس.... "زين..زين.. مش سامعك.. الخط قطع"

أكاد أجزم أن الرئيس التونسي قد انهمر من عينيه الدمع أنهارا و هو يرى الكل يتخلى عنه. لفظه الشعب، و رفض الجميع استقباله. لا أحد يريد أن يراه و كأن به جذاما. ما الحل؟ أيعقل أن أواجه الصياعة و أنا في هذا العمر؟ لقد تعود جسمي على العيشة الناعمة. و حتى لو قبلت أن أعيش كما يعيش هؤلاء الرعاع فأنا في النهاية عسكري، لكن هذه الحيزبون التي بجواري لن ترحمني و ستحيل حياتي جحيما. وجدتها، ليس لي غيره..خادم الحرمين. جابر المطرودين من الرؤساء و القادة لعله يستقبلني كما استقبل عيدي أمين و نواز شريف و الشيخ خليفة. لعلنا نسكن معا في مجمع سكني واحد فيواسونني و يساعدونني لأتأقلم مع الحياة كرئيس خالي شغل. و في سلم الطائرة بكيت غصبا بكيت...................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق